خلفية تاريخية عن جنبا

تقع جنبا في الركن الجنوبي الغربي من مسافر يطا، وأول من استقر فيها عائلات من يطا، في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، ومع مرور الوقت حصلوا على ضمان ملكية(طابو)من الدولة العثمانية للأرض الممتدة جنوبا عند المنطقة التي تعرف اليوم  ب(عراد) وإلى البحر الميت شرقا. كانت جنبا بلدة تجارية ذات أهمية ومحطة استراحة للمسافرين في رحلات بين الشرق والغرب، وفي سبعينيات القرن التاسع عشر ظهرت جنبا والتجمعات المحلية الأخرى على الخرائط التي رسمت من قبل (صندوق استكشاف فلسطين)، وبعد نصف قرن كانت جنبا كبيرة بما يكفي لتبرير وجودها على خرائط الانتداب البريطاني.

كان التجمع السكني آنذاك يحوي ما بين ثلاثين إلى أربعين منزلا تقريبا، والعديد من الكهوف الطبيعية، وثلاثة دكاكين أيضا،  ومسجد، ومصنع للفخار، وبساتين فاكهة .

هناك صورة جوية التقطت عام 1945، تبين أنه كان هناك بستان واسع يحيط بالتجمع السكني. 

ومنذ عام 1948، تم تدمير العديد من القرى الفلسطينية وطرد سكانها منها، وكانت البداية إبان حرب (1948-1949) فيما بات يعرف اليوم بالجانب الإسرائيلي داخل الخط الأخضر، و منذ ذلك الوقت، وحتى عام (1967) والقرويون مستمرين في إعادة بناء قراهم مستخدمين الأنقاض للإنشاءات المختلفة.

وفي ثمانينيات القرن العشرين، هدمت السلطات الإسرائيلية أكثر من ثلاثين كهفا، وأحد عشر منزلا، ومسجدا كان قد هدم مرة أخرى من قبل، كما أتلف العديد من أشجار القرية .

و في منتصف ثمانينات القرن العشرين، خصصت المنطقة كمنطقة عسكرية لإطلاق النار، وما تزال التدريبات بالذخيرة الحية تجري في المنطقة .

رغم  المنع الإسرائيلي لسكان جنبا من إعادة بناء هيكل جديد، وتحسين البنية التحتية، و المرافق الحديثة، ووسائل الراحة،  إلا أنهم يصرون على مواصلة العيش فيها.

يفتقر التحمع السكني في جنبا للبنية التحتية الأساسية، و المرافق الحديثة، و أنابيب مياه، وشبكة كهرباء.

(تستند هذه المقدمة إلى دراسة عن سكان الكهوف الفلسطينيين في تلال الخليل الجنوبية التي نشرها البنك الدولي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا) بعنوان “تجمع سكاني على حافة الهاوية”.