سكان سوسيا يعدون العدة قبيل وصول الجرافات الإسرائيلية – كلير توماس
مقالة في صور للمصورة كلير توماس تصف الحياة في سوسيا في مواجهة خطر الهدم عام 2015
بعد أن قررت محكمة العدل العليا الإسرائيلية في الخامس من أيار 2015 السماح للجيش الإسرائيلي بهدم قرية سوسيا بالكامل، وطرد سكانها إلى منطقة “أ” ضمن المناطق الفلسطينية المحتلة، يستعد أهل سوسيا الآن للتدمير الوشيك لمنازلهم.
بعد سنوات من التهديدات وعدة عمليات هدم والعديد من أوامر الهدم، يصر السكان على عدم فقدان الأمل، ويواصلون الكفاح دفاعا عن حقهم المشروع في البقاء في أرضهم.
سوسيا قرية صغيرة مسالمة في تلال الخليل الجنوبية الواقعة جنوبي الضفة الغربية، يسكنها قرابة 350 نسمة من الرجال والنساء والأطفال. يطل على القرية من التل المقابل مستوطنة يهودية أقيمت عام 1983.

قرية سوسيا عبارة عن مجموعة من الخيام والكهوف وجميعها تواجه أوامر الهدم.
في الخامس عشر من تموز 2015 تلقى الناطق بلسان السكان ناصر نواجعة وثيقة من الجيش الإسرائيلي تتضمن تفاصيل حول المنشآت المنوي هدمها. تضم القائمة أكثر من 30 منشأة بما فيها الخيام السكنية ومدرسة وعيادة طبية ومجموعة خلايا شمسية هي المصدر الوحيد للطاقة الكهربائية في القرية، كانت قدمتها حكومات أوروبية.

سكان محليون يجتمعون حول حاسوب محمول (لابتوب) لرؤية وثيقة من الإدارة المدنية الإسرائيلية تبين أي من بيوتهم ستهدم أولا.
قرابة نصف مساكن القرية من المقرر أن تهدم أولا، ويتوقع أن تتواصل عمليات الهدم فيما بعد. واحد وعشرون من المساكن المقرر هدمها بنيت بتمويل من حكومات أوروبية.

واحدة من الخيام السكنية في سوسيا المقرر هدمها قبل الثالث من آب 2015.
رغم عدم إعطاء تاريخ محدد لعملية الهدم، وعدم توقع إعطاء تاريخ، إلاّ أن الهدم متوقع قبل الثالث من آب 2015، وهو التاريخ المقرر لعقد جلسة في محكمة العدل العليا لمناقشة التماس تم تقديمه ضد قرار الهدم.
لن تكون هذه المرة الأولى التي تهدم فيها القرية، ففي عام 1986 طرد سكان سوسيا من الموقع الأصلي للقرية بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية الموقع حديقة أثرية قومية. بدافع تصميمه على البقاء في أرضهم عاد أهل القرية ليسكنوا في أراضيهم الزراعية. وفي عام 2001 تم تدمير القرية مرة أخرى حيث عمد الجيش الإسرائيلي إلى تدمير الخيام والكهوف وأحواض الماء والأراضي الزراعية، كما قتلوا المواشي.
بالعزيمة والإصرار على الثبات في أراضيهم أعاد أهل سوسيا بناء القرية من الخيام والكهوف، واستمروا في نضالهم في مقاومة تهديدات الهدم.

فتاة فلسطينية تجلس أمام قريتها سوسيا التي تطل عليها مستوطنة إسرائيلية غير قانونية. رغم صغر سنها إلاّ أنها تدرك أن قريتها ومنزلها قد تهدم في أي وقت.
في عام 2012 أصدرت السلطات الإسرائيلية من جديد أوامر هدم بحق أكثر من 50 مسكنا متنقلا بناها السكانز وفي عام 2014 توجه سكان سوسيا إلى المحكمة الإسرائيلية ممثلي بمنظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان في محاولة لوقف تنفيذ أوامر الهدم، وقدموا خطة هيكلية من أجل بناء القرية بصورة قانونية. الإدارة المدنية الإسرائيلية رفضت الخطة الهيكلية متذرعة بأسباب عدة من بينها أن السكان سينعمون بحياة أفضل في مدينة يطا المجاورة وبالتالي ينبغي أن ينتقلوا للعيش فيها.
كانت تلك الخطوة جزءا من السياسة الإسرائيلية المتبعة في منطقة “ج” من أراضي الضفة الغربية الهادفة إلى تسهيل مصادرة الأرض الفلسطينية لبناء مستوطنات جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة، وطرد الفلسطينيين من مناطق “ج”.

يعيش سكان سوسيا في خيام وكهوف دون توفر مصدر دائم للمياه أو الكهرباء، رغم أن خطوط الكهرباء وـنابيب المياه تمر عبر القرية إلى المستوطنة القريبة.
يعيش أهالي سوسيا ظروفا غاية في الصعوبة في غياب مصدر دائم للماء والكهرباء، ويواجهون اعتداءات –غالبا ما يتخللها العنف- من قبل المستوطنين الذين يسكنون المستوطنة القريبة التي تطل على القرية. كما اعتاد المستوطنون تخريب أشجار الزيتون.

رجل فلسطيني يقف بجانب شجرة زيتون أتلفها المستوطنون الإسرائيليون، في إطار جهودهم لإرغام سكان سوسيا على مغادرة أراضيهم.

رجل فلسطيني يواجه جنديا إسرائيليا ويسأله لماذا لم يفعل الجنود أي شيء لمنع المستوطنين من تخريب أشجار الزيتون في أرضه. الجندي لا يجيب على السؤال ويستدعي تعزيزا.
وفي حديثه عن نشاطات المستوطنين الإسرائيليين الذين يمنعون الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية المتاخمة للمستوطنة ويتحكمون في إمكانية وصولهم إلى مصدر الماء، يقول ناصر نواجعة إنه “لا يوجد عدالة للفلسطينيين هنا، و(المستوطنون) يمارسون ضغوطا لإخراج الفلسطينيين.”

القيادي والناطق بلسان السكان ناصر نواجعة.
إذا تم تنفيذ أمر الهدم كما هو مخطط له فإن أكثر من 300 فلسطيني سيطردون من بيوتهم ويتحولوا إلى مشردين في ظروف معيشية صعبة في الصحراء.

إحدى سكان سوسيا تتحدث عن حياتها تحت الاحتلال العسكري الإسرائيلي، وكيف تتكيف ليس مع خطر الهدم المحدق فحسب، بل مع الخوف من العنف الذي يمارسه المستوطنون. لقد عانت من عمليات الهدم عدة مرات، وتتحدث عن الأمل بانها سوف تعيش يوما ما بسلام في أرضها.

أطفال نائمون في خيمة عائلتهم في سوسيا، والخيمة من بين المنشآت المقرر هدمها.

أطفال يلعبون على زحليقة (سحسلية) في حديقة قي سوسيا


فتاة فلسطينية يوشك بيتها ان يتعرض للهدم فتصبح هي وعائلتها بلا مأوى.

مجموعة من السكان يجتمعون لمناقشة مستقبل قريتهم. بعض الأطفال ظنوا أنني كنت أصور فيلما فوقفوا أمام الكاميرا لبرهة كانت كافية لالتقاط ظلهم خلال 30 ثانية.


فتاة فلسطينية تشارك في مخيم صيفي في سوسيا.

جهاد نواجعة والد الناطق بلسان السكان ناصر نواجعة يجلس داخل خيمة ابنه، وهي من بين المساكن المقرر هدمها.

متطوعون دوليون يقدمون الدعم ويتضامنون مع أهالي سوسيا، والأطفال يستمتعون بصحبتهم بشكل خاص.

القرويون يطالبون بتواجد دولي لتوثيق الأوضاع أولا بأول.

المتطوع هانك من برنامج المرافقة المسكوني في فلسطين وإسرائيل يحمل بين يديه أطفالا من سوسيا.


صغار السن من سكان سوسيا يستمتعون بتعلم استخدام الكاميرا، وهذه المهارة ستفيدهم مستقبلا في توثيق أوضاعهم بأنفسهم.


أطفال من سوسيا يلهون فوق مركبة قديمة صدئة.




عائلة تستمتع بوجبة الإفطار بعد قضاء يوم صيام في شهر رمضان.

الطاقة الكهربائية من الخلايا الشمسية المقدمة من حكومات أوروبية هي المصدر الوحيد للطاقة لدى سكان سوسيا.


متضامنون ومؤيدون دوليون يقومون بعمل رائع في تسلية الأطفال وإشغالهم عن التفكير في الجرافات الإسرائيلية التي قد تأتي في أي وقت لهدم بيوتهم.




جهاد نواجعة مستلقيا داخل خيمة ابنه التي صدر بحقها قرارا بالهدم.

اجتماع للسكان في سوسيا.

أفراد من سكان سوسيا مجتمعين لمعرفة المنشآت المتوقع هدمها قبل الثالث من آب 2015 حسب القائمة التي قدمتها الإدارة المدنية الإسرائيلية.

وقت الاستحمام في سوسيا.



أشجار الزيتون مهمة جدا لدى الفلسطينيين وهي تشكل مصدر الدخل الوحيد بالنسبة للكثيرين. غالبا ما يحطم المستوطنون أغصانها إن لم يقطعوا الشجرة بأكملها، وأحيانا يضرمون النار فيها بهدف تضييق الخناق على الفلسطينيين وإرغامهم في نهاية المطاف على مغادرة أراضيهم ليستولي عليها المستوطنون ويقيمون مزيدا من المستوطنات.



شقيقات داخل الخيمة التي يسمينها بيتا.

لأن السلطات الرسمية في إسرائيل لا تمنحهم الترخيص اللازم لإقامة بناء ثابت على أراضيهم الخاصة، يضطر سكان سوسيا وغيرهم من الفلسطينيين الذين يقيمون في مناطق “ج” في الضفة الغربية إلى العيش في خيام ومساكن متنقلة.


فريق من العاملين من الهلال الأحمر الفلسطيني ينظمون ورشات عمل وألعاب ترفيهية لأطفال سوسيا.

نُشرت هذه القصة على موقع معهد التفاهم الشرق أوسطي ويمكن مشاهدتها عبر هذا الرابط.