المسافر – إدواردو سوتيراس جليل

من خلال مشروعه المطول الذي بدأ عام 2011 يروي إدواردو سوتيراس جليل حكاية حياة الجماعات التي تعيش في الكهوف في تلال الخليل الجنوبية التي عاش فيها أكثر من عام ونصف العام. 

في الصحراء
يبزغ الفجر
والبعض يعرف ذلك
هايكو 8 (شعر ياباني)
خورخي لويس بورخيس
17 بيت هايكو

الفراغ هو مسافة بين شيئين، وقد يكون أيضا جزءا من الشيء ذاته والذي ينتمي إليه وفي الوقت ذاته هو غريب عنه. هذه هي حكاية مسافر يطا التي هي بمثابة مسافة داخل مسافة أخرى، وعالم لا يشبه غيره. هناك حكاية بالأرقام، فهذا المكان في العهد العثماني كان ينبغي أن يدفع الضرائب عن الأرض وعن الحيوانات، وكلما كان يأتي جابي الضرائب  كان الجميع يختفون عن الأنظار، ما يدفع الجابي إلى أن يكتب في تقريره “صفر، صفر، صفر”. صفر تعني لا شيء، الفراغ أو العدم. وما بين الصفر وبين المسافر كانت المسافة قصيرة تقارب ‘لى حد بعيد المسافة بين المكان وبين مدينة يطا. وهنا كالصفر تماما لا يوجد شيء سوى الفراغ.  وفي الوقت ذاته يمكن احتواء الكل، وبالمحصلة هنا الحياة بسيطة، كيف لا وهي حياة أناس يعيشون قريبا جدا من القاع، قريبا بحيث ينام الكثيرون منهم في رحم القاع في الكهوف التي نحتوها هم وأجدادهم، وأجداد أجدادهم في الصخر. الحياة بسيطة لدرجة أن جميع الناس يقومون بالعمل ذاته من أجل البقاء، وهو تربية الماعز والخراف وبعض الزراعة الخجولة في حالات نادرة. هنا في العدم يعيش سكان فلسطينيون لا احد يعرف عنهم في فلسطين أو خارجها، في منطقة لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا طرق، يعزلها عن باقي الضفة الغربية حزام من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية والتي تفاقم معاناة السكان وتجعل الحياة في المكان تزداد صعوبة يوما بعد يوم. في المنتصف وفي الفراغ يعيش أهل مسافر يطان ويحبون ويتكيفون، ويحافظون على نمط حياتهم والذي لا يختارونه بمحض إرادتهم في كثير من الحالات، فالآخرون والأغراب هم أصحاب القرار هنا. هناك أيضا حكاية جديدة بالأرقام. المنطقة صفر، صفر، صفر، تحولت إلى 918 وهو الرقم الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على المنطقة فأصبحت تسمى منطقة إطلاق النار 918. لذلك طالبوا بترحيل السكان بأسرع وقت ممكن ولا يزال الطلب قيد البحث، وكل شيء هنا يقرره الآخرون والأغراب. يقول البعض إن نمط الحياة هذا لم يبق من عمره سوى أيام معدودة، فيما يقول آخرون إن كل شيء سيظل على حاله. هنا حيث الفجر ثمة من لا يتفوه بشيء.

العودة مع القطعان إلى قرية المجاز 8/10/2011.

صورة التقطت من الأسفل إلى الأعلى لشاب يدرس الشعير في فصل الربيع، حيث يحصد الشعير ثم يوضع في آلة تفصل البذور عن القش.

جهاز تلفاز أمام كهف في منطقة مغارة العبيد. لا توجد خطوط كهرباء في القرى إلاّ أن بعضها توفرت لها مؤخرا طاقة متجددة بواسطة خلايا شمسية وتوربينات الهواء قدمتها منظمة إسرائيلية غير حكومية.

خلف سليمان 30 عاما، راعي جمال في جولة رعي يومية في الصحراء.

عائلة عوض حول نار أضرموها في الهواء الطلق عند الفجر.

راع شاب عائد إلى بيته مع قطيع أغنامه بعد يوم من الرعي بصعوبة في مسافر يطا.

إبراهيم أحمد عوض في الثالثة من عمره ينظر في مقراب ثنائي. المقراب الثنائي مهم جدا للرعاة لأنه يتيح لهم أن يشاهدوا إن كان هناك مستوطنون إسرائيليون في المنطقة، والمستوطنون يعتدون على الرعاة باستمرار.

محمد جبارين، 74 عاما ينظر إلى قطيعه داخل كهف في قرية جنبا.

حقول الشعير في فصل الربيع.

إبراهيم عوض، 71 عاما يأخذ قيلولة أثناء يوم عمل في أرضه في مسافر يطا.

إبراهيم عوض، 71 عاما يبذر الحبوب في قطعة أرض لعائلته في مسافر يطا. سكان مسافر يطا يزرعون القمح والشعير بالاعتماد على مياه الأمطار وهو ما يعرف بالزراعة الجافة أو البعلية.

عائلة من قرية المجاز تجهز خيمة استعدادا للشتاء. إضافة إلى الكهوف يعيش سكان مسافر يطا في خيام كانت تصنع حسب الطريقة التقليدية من صوف الأغنام، أما في هذه الأيام فهي تصنع من الأقمشة البلاستيكية.

طالبات من مدرسة الفخيت.

أحمد إبراهيم عوض، 34 عاما، راعي.

زهور عوض، 63 عاما تدلك ابنها علي، 42 عاما في كهف العائلة في قرية طوبا.

دلال عوض، 14 عاما تقرأ كتابا في كهف عائلتها في خربة طوبا.

مشهد عبر نافذة سيارة للقطعان في خربة الفخيت.

دلال عوض، 14 عاما (يمين الصورة) وريم، 13 عاما (يسار الصورة) في كهف عائلتهن في خربة طوبا. في أقصى يسار الصورة يمكن مشاهدة جهاز تلفزيون يعمل: منذ عام 2010 يتوفر في طوبا طاقة كهربائية من الخلايا الشمسة وتوربينات الهواء التي قدمتها منظمة إسرائيلية غير حكومية.

منظر طبيعي لمسافر يطا.

عائشة عوض، 23 عاما في وضعية للالتقاط صورة في كهفها.

الكهوف في مغارة العبيد من أقدم الكهوف في المنطقة، وقد يعود تاريخها إلى العصر الروماني. لا تزال توجد داخل الكهوف حاويات مصنوعة من الطين (يسميها الفلسطينيون الخابية) موجودة داخل الكهوف (تظهر في يمين الصورة) وكانت تستخدم لتخزين الحبوب والطحين. لا يوجد اكتفاء ذاتي هذه الأيام عند معظم العائلات التي أصبحت تعتمد على الدعم المقدم من المؤسسات الدولية.

اجتماع لمزارعي منطقة مسافر يطا في مدرسة الفخيت. انخفضت نسبة الأمطار بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، وأصبح الحفاظ على القطعان مهمة صعبة.

طفلان من خربة طوبا في طريقهما إلى المدرسة. أقرب طريق تمر عبر مستوطنة ماعون غير القانونية، ويحتاج الطلاب إلى مرافقة دورية من الجيش الإسرائيلي تحسبا لاعتداءات المستوطنين.

أطفال من عائلة عوض يلعبون فوق صهريج مياه في قرية طوبا.

يوسف عوض، 12 عاما أسفل حوض ماء لعائلته في قرية طوبا.  يعتمد سكان المنطقة في صراعهم من أجل البقاء على الأحواض المنحوتة في التلال (يسميها الفلسطينيون معصرة) والتي تجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء.

رياض عوض، 12 عاما يقف على ظهر حماره في طريقه غلى حوض الماء الخاص بعائلته. يعتمد سكان المنطقة في صراعهم من أجل البقاء على الأحواض المنحوتة في التلال (يسميها الفلسطينيون معصرة) والتي تجمع فيها مياه الأمطار في فصل الشتاء.

علي عوض، 45 عاما من خربة طوبا يملأ صهريجه بالماء في قرية التواني في منشأة متصلة بشبكة مياه إسرائيلية. لا توجد مصادر للمياه في المنطقة، ويعتمد الناس على تجميع مياه الأمطار في أحواض، لكنها لا تسد حاجتهم بالكامل في فصل الصيف، ما يدفعهم إلى شراء المياه بأسعار باهظة ويضطرون من أجل ذلك إلى قطع مسافات طويلة في جراراتهم الزراعية. 

يوسف عوض، 12 عاما يحمل الحطب من أجل إشعال النار.

يوسف عوض، 12 عاما ينتظر داخل عربة الجرار الزراعي الخاص بوالده.

أفراد عائلة عوض يجمعون الأشواك الجافة لاستخدامها بدل الوقود في إضرام النار.

مشهد لمزارع الدجاج في مستوطنة ماعون غير القانونية.

بطانية تغطي اللبن الجميد (الكشك) الذي يصنع من حليب الأغنام والملح ولا يحتاج إلى تبريد، ويعتبر من أهم مصادر الدخل للعائلات في مسافر يطا.

منظر عام لمسافر يطا من قرية أحمدي.