العكوب
يوم ربيعي جميل في قرية جنبا في مسافر يطا الواقعة في قلب منطقة إطلاق النار 918. يخرج شبان القرية لقطف نبتة برية تعرف بالعكوب، وهي نبتة ذات أشواك تنمو في التلال والجبال وتقطف في فصل الربيع. يستخدم العكوب في إعداد الأكلات والشوربات، كما يستخدم في الوصفات العلاجية الطبيعية. قد يبدو قطف العكوب للوهلة الأولى عملا عاديا، لكن حين يدور الحديث عن منطقة إطلاق النار 819 فإن عملية القطف تتخللها تحديات ومخاطر.
الصور والنص من إعداد طاقم “أرشيف حي” ديفيد ماسي وإبراهيم نواجعة.

في الصباح الباكر يستعد الشبان للانطلاق في رحلتهم حاملين معهم مقصات تقليم الأشجار، والمعاول، والأكياس البلاستيكية. وقبل الانطلاق تلتقط صورة تذكارية.



في مناطق تلال الخليل الجنوبية يغلب على الأراضي اللون الأصفر والجفاف معظم أوقات السنة إلاّ في أشهر الربيع حيث يتحول كل شيء إلى اللون الأخضر. يعتبر فصل الربيع الأجمل بين فصول السنة لدى العديد من أهل القرية، غير أن الناس يكونون أكثر انشغالا في هذا الوقت فالقرية بأكملها منهمة في العمل، ولا وقت للراحة أو اللعب.



قطف نبتة العكوب ينبغي أن تقوم به بسرعة فلا مجال لإضاعة الوقت، وعليك أن تقوم بعملك بسرعة البرق. يستخدم المعول أولا، ومن ثم تقطع النبتة بواسطة مقص التقليم وعليك أن تحذر من الأشواك التي على العكوب. بعد ذلك تقوم بتشذيب الأوراق باستخدام المقص حتى تصل إلى زهرة العكوب.






زهرة العكوب

زهرة العكوب

تستمر الرحلة دون توقف، من واد إلى آخر، ومن حفرة إلى أخرى فالرحلة طويلة، ويجب على كل شخص أن يملأ حقيبته.


تبا، هذه الأدوات قديمة، لكن شخصا متمرسا في قطف العكوب يعرف كيف يصلح أدواته.

أين يمر الخط الأخضر في مناطق عام 1967 بالضبط؟ بين قرية جنبا والخط الأخضر تقع قرية القريتين التي طرد سكانها منها عام 1948، والتي دمرت إسرائيل ما تبقى من مبان فيها قبل حرب عام 1967. غير أن العكوب لا يعترف بالحدود، وينمو في كل مكان في مسافر يطا. وفي بعض الأحيان لا بد من اجتياز الحدود، وعلى المرء ان يفتح عينيه جيدا تحسبا من أن يشاهده الجنود أو حراس الطبيعة في إسرائيل والذين قد يعتقلون من يقطفون النباتات ويصادرونها.

بقايا قرية القريتين التي غابت من ذاكرة الاحتلال لا تزال حية في ذاكرة الشبان الرعاة في المنطقة.


لقد امتلأت الأكياس وطريق العودة طويل، وكل كيس يزن ما بين 10 إلى 15 كيلوغراما.

اركضوا، اركضوا، اركضوا، حراس الطبيعة قادمون….

لحسن حظ الشبان كان حراس الطبيعة الذين يجوبون المنطقة بسيارات الدفع الرباعي كانوا متجهين إلى مكان آخر هذه المرة لزيارة مزارع تعيس الحظ.

وقت الاستراحة من أجل التقاط الأنفاس قبل مواصلة رحلة العودة إلى البيت.




لم يتبق إلا مسافة قصيرة…

وأخيرا عادوا إلى بيوتهم وكان بانتظاهم التاجر الذي سياخذ أزهار العكوب ليبيعها في شتى مدن الضفة الغربية. تبدأ المفاوضات بين الصبية وبين التاجر، ففي مسافر يطا لا شيء يتم بسهولة.



المال، المال، المال، هذا بلا شك شيء مضحك في عالم الأغنياء…
Money money money, must be funny, in a rich man’s world!