عندما أدخل إلى الكهف
الكهف هو مكان مهم في المسافر لأنه قديم وتاريخي، عندما تدخل الكهف سوف تندهش، وتشعر كأنك في عالم آخر، لدرجةٍ لا تصدق، لأن هذه الكهوف تحدثك عن الماضي، إنها تتحدث عن مئات بل آلاف السنين التي مضت، لا تستطيع أن تتخيل ما كان يفعله الناس في ذلك الوقت،كيف كانوا ينامون، يأكلون ويتحدثون، هل كانوا مثلنا أم لا؟ كل هذه الأشياء وأكثر اسألها لنفسي أحيانا عندما أدخل إحدى هذه الكهوف.
أنا أحب الكهف ولكن لسوء الحظ أصبحت هذه الكهوف غيرَ آمنةٍ للسكن كما كانت في الوقت الماضي، لأنها مبانٍ قديمة من الممكن أن تنهدم في أي وقت، ولذلك نحن نخاف حدوث ذلك، ولهذا السبب تركنا بعض هذه الكهوفِ وسكنا خياماً بلاستيكيةً حارةً جداً في الصيف وباردةً جداً في الشتاءِ، على عكس الكهوف!
يناسب الكهف جميع الفصول خاصه أننا نعيش في الصحراء، لو كنت مكاني ماذا كنت لتختار؟ العيش هنا يعني حياة مليئة بالصعاب والخوف والعرضة لحرارةٍ لاذعةٍ و برد ليالٍ قارس. هل كنت لتبقى هنا في ظل كل هذه الظروف؟ أم لذهبت بعيداً عن الكهوف وحكاياتها راجياً حياة أفضل؟
على كل الأحوال نحن نختار البقاء بدون بيت، وأن ننام على التراب بين الافاعي والعقارب. نحن ندرك أن هذه الحياةَ متعبة، ولكن الوطنَ يحتاج للتضحية، وعلى الرغم من كل شيء وكل الصعوبات سوف نبقى بالقرب من كهوفنا، فهذه الكهوف عظيمة لأنها تذكرنا دائماً بتاريخنا وبأجدادنا وثقافتنا ولغتنا وهذه الكهوف تعطينا الكثير من دروس البقاء وعلينا أن نتعلم من هذا المعلم العظيم لنبقى في أرضنا مثله.
أ.و من قرية جنبا في أبريل 2017